للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن شعره أيضا، قوله، رحمه الله: [الطويل]

سرت من ربى نجد معطّرة الرّيّا ... يموت لها قلبي وآونة يحيا

تمسّح أعطاف الأراك بليلة ... وتنثر كافورا على التربة اللّميا

وترتدّ «١» في حجر الرياض مريضة ... فتحيي بطيب العرف من لم يكن يحيا

وبشرى «٢» بأنفاس الأحبّة سحرة ... فيسرع دمع العين في إثرها جريا

سقى «٣» الله دهرا ذكره بنعيمه ... فكم لجفوني عند ذكراه من سقيا

نآني «٤» محيّاه الأنيق وحسنه ... ومن خلقي قد كنت لا أحمل النأيا

وبي رشأ من أهل غرناطة غدا ... يجود بتعذيبي ويبخل باللّقيا

رماني فصابني «٥» بأول نظرة ... فيا عجبا من علّم الرّشأ الرّميا

وبدّد جسمي نوره وكأنه ... أشعّة شمس قابلت جسدي مليا

تصوّر لي من عالم الحسن خالصا ... فمن عجب أن كان من عالم الدنيا

وهمّ بأن يرقى إلى الحور جسمه ... فثقّلته كتبا وحمّلته حليا

إذا ما انثنى أو لاح أو جاح أو رنا ... سبا القصب والأقمار والمسك والضيا

رعى الله دهرا كان ينشر وصله ... برود طواها البين في صدره طيّا

مشيخته: ومما يشتمل على أسماء شيوخه، ويدلّ على تبحّره في الأدب ورسوخه، إجازته أبا الوليد إسماعيل بن تبر الأيادي، وعندها يقال: أتى الوادي:

[الخفيف]

إنّ لي عند كلّ نفحة بستا ... ن من الورد أو من الياسمينا

نظرة والتفاتة أتمنّى ... أن تكوني حللت فيما تلينا

ما هذه الأنوار اللائحة، والنّوار الفائحة، إني لأجد ريح الحكمة، ولا مفنّد، وأرد مورد النعمة، ولا منكد، أمسك دارين ينهب، أم المندل الرطب في الغرام الملهب، أم نفحت أبواب الجنّة ففاح نسيمها، وتوضحت أسباب المنّة فلاح