من بني مروان، ويزعم أني أبطلت سحره «١» كما أبطل سحر بردوران، ويخفي في نفسه ما الله مبديه «٢» ، ويستجدي بالأثر ما عند مستجديه. فمن أين جاءت هذه الطريقة المتّبعة، والطّريفة «٣» المبتدعة، أيظنّ أنّ معمّاه لا يفكّ «٤» ، وأنه لا يتجلّى «٥» هذا الشّك؟ هل هذا «٦» منه إلّا إمحاض التّيه، وإحماض تفتّيه، ونشوة من خمرة «٧» الهزل، ونخوة من ذي ولاية آمن العزل؟ تالله لولا محلّه من القسم، وفضله في تعليم النّسم، لأسمعته «٨» ما ينقطع به صلفه، وأودعته ما ينصدع به صدفه، وأشدت «٩» بشرف المشرقي ومجده «١٠» ، وأشرت إلى تعاليه عن اللّعب بجدّه. ولكن هو القلم الأول، فقوله على أحسن الوجوه يتأوّل، ومعدود في تهذيبه، كلّ ما لسانه يهذي به. وما أنسانيه «١١» ، إلّا الشيطان أياديه، أن أذكرها «١٢» ، وأنما أقول:[البسيط]
ليت التحيّة كانت لي فأشكرها «١٣»
ولا عتب إلّا على الحاء «١٤» ، المبرّحة بالبرحاء، فهي التي قيّمت «١٥» قيامتي في الأندية، وقامت عليّ قيام المعتدية «١٦» ، يتظلّم وهو عين الظالم، ويلين القول وتحته سمّ الأراقم «١٧» ، ولعمر البراعة وما نصعت «١٨» ، واليراعة وما صنعت، ما خامرني هواها «١٩» ، ولا كلفت بها دون سواها. ولقد عرضت نفسها عليّ مرارا، فأعرضت عنها ازورارا، ودفعتها عني بكل وجه، تارة بلطف وأخرى بنجه «٢٠» ،