ومشعشعي «١» راح هذا الدّن، بمجموع «٢» أدوات، وفارس يراعة ودواة «٣» ، ظريف المنزع، أنيق المرأى والمسمع، اختصّ بالرئاسة وأدار «٤» فلك إمارتها، واتّسم باسم كتابتها ووزارتها، ناهضا بالأعباء، راقيا «٥» في درج «٦» التقريب والاجتباء، مصانعا دهره في راح وراحة، آويا إلى فضل وسماحة، وخصب ساحة، كلما فرغ من شأن خدمته، وانصرف عن ربّ نعمته، عقد شربا، وأطفأ من الاهتمام بغير الأيام حربا، وعكف على صوت يستعيده، وظرف يبديه ويعيده. فلما تقلّبت «٧» بالرئاسة الحال، وقوّضت منها الرحال، استقرّ بالمغرب غريبا، يقلّب طرفا مستريبا، ويلحظ الدنيا تبعة عليه وتثريبا «٨» ، وإن كان لم يعدم من أمرائها «٩» حظوة وتقريبا، وما برح يبوح بشجنه، ويرتاح إلى عهود وطنه.
وقد اعتدى فينا وجدّ مبالغا ... وجرت بمحكم جوره أحكامه
أترى الزمان مؤخّرا في مدّتي ... حتى أراه قد انقضت أيّامه
تحملها «١٢» يا نسيم نجديّة النّفحات، وجديّة اللّفحات، يؤدي «١٣» عني نغمها إلى الأحبّة سلاما، ويورد «١٤» عليهم لفحها بردا وسلاما، ولا تقل كيف تحمّلني نارا، وترسل على الأحبّة مني إعصارا، كلّا إذا أهديتهم تحية إيناسي، وآنسوا من جانب هبوبك نار ضرام أنفاسي، وارتاحوا إلى هبوبك، واهتزّوا في كفّ مسرى جنوبك،