وتعللّوا بها تعليلا، وأوسعوا آثار مهبّك تقبيلا، أرسلها عليهم بليلا، وخاطبهم بلطافة تلطفّك تعليلا. ألم تروني كيف جئتكم بما حملني عليلا «١» : [الوافر]
كذاك «٢» تركته ملقى بأرض ... له فيها التعلّل بالرّياح
إذا هبّت إليه صبا إليها ... وإن جاءته من كلّ النواحي
تساعده الحمائم حين يبكي ... فما ينفكّ موصول النّياح «٣»
يخاطبهنّ مهما طرن شوقا ... أما فيكنّ واهبة «٤» الجناح؟
ولولا «٥» تعلّله بالأماني، وتحدّث نفسه بزمان التّداني، لكان قد قضى نحبه، ولم أبلّغكم إلّا نعيه أو ندبه، لكنه يتعلّل من الآمال بالوعد الممطول، ويتطارح باقتراحاته على الزمن المجهول، ويحدّث نفسه وقد قنعت من بروق الآمال بالخلّب «٦» ، ووثقت بمواعيد الدهر القلّب «٧» ، فيناجيها بوحي ضميره، وإيماء تصويره: كيف أجدك يوم الالتقاء بالأحباب، والتخلّص من ربقة الاغتراب؟ أبائنة الحضور أم بادية الاضطراب؟ كأنّي بك وقد استفزّك وله السرور، فصرفك عن مشاهدة الحضور، وعاقتك غشاوة الاستعبار للاستبشار، عن اجتلاء محيّا ذلك النهار «٨» : [البسيط]
يوم يداوي زماناتي من ازماني ... أزال «٩» تنغيص أحياني فأحياني