للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووقفت من شعره على قصيدة من جملة رسالة، أثبتها وهي «١» : [الطويل]

أللبرق يبدو تستطير «٢» الجوانح ... وللورق تشدو تستهلّ «٣» السّوافح «٤»

وقلبي «٥» للبرق الخفوق مساعد ... ووجدي «٦» للورق الثكالى مطارح

إذا البرق أورى في الظلام زنادي «٧» ... فللوجد في زند الصّبابة قادح

وكم وقفة لي حيث مال بي الهوى ... أغادي «٨» بها شكوى الجوى وأراوح

تنازعني منها الشّجون «٩» فأشتكي ... ويكثر بثّي عندها فأسامح

أبثّ شجوني والحمام يصيخ لي ... ويسعدني فيما تبيح «١٠» التّبارح

وتطرب أغصان الأراك فتنثني ... إلى صفحة النهر الصّقيل «١١» تصافح

فتبتسم الأزهار منها تعجّبا ... فتهدي إليها عرفها وتنافح

كذلك حتى ماد عطف مثقّفي «١٢» ... وطرفي أبدى هزّة وهو مارح

فلمّا التظى وجدي ترنّم صاهلا ... فقلت: أمثلي يشتكي الوجد نابح «١٣» ؟

صرفت عدوّ البيد أرخو عنانه «١٤» ... وقلت له: شمّر فإنّي «١٥» سابح «١٦»

تهيّأ لقطع البيد واعتسف السّرى ... سيلقاك غيظان بها وممايح «١٧»

فحمحم لو يسطيع «١٨» نطقا لقال له «١٩» ... بمثلي تلقى هذه وتكافح

وحمّلته عزما تعوّد مثله ... فقام به مستقبلا من يناطح