ويمّمت بيدا لم أصاحب لجوّها «١» ... سوى جلد لا يتّقى منه فاضح «٢»
وماضي الغرارين «٣» استجدت مضاءه «٤» ... إذا جرّدت يوم الجلاد الصّفائح
ومندمج صدق الأنابيب نافذ به ... عند كرّي في الحروب أفاتح
وسرت فلا ألقى سوى الوحش نافرا ... وقد شردت عنّي الظّباء «٥» السوانح
تحدّق نحوي «٦» أعينا لم يلح لها ... هنالك إنسيّ «٧» ولا هو لائح
وقد زأرت أسد تقحّمت غيلها ... فقلت: تعاوت إنها لنوابح
وكم طاف بي للخبر «٨» من طائف بها «٩» ... فلم أصغ سمعا نحوها وهو صائح
ويعرض لي وجها دميما ومنظرا ... شنيعا له تبدو عليه القبائح
فما راعني منه تلوّن حاله ... بل ايقظ عزمي فانثنى وهو كالح
فلمّا اكتست شمس العشيّ شحوبها ... ومالت إلى أفق الغروب تنازح «١٠»
تسربلت للإدلاج جنح دجنّة ... فها «١١» أنذا غرسي إلى القصد جانح
فخضت «١٢» ظلام الليل والنّجم شاخص ... إليّ بلحظ «١٣» طرفه لي لامح
يردّده «١٤» شزرا إليّ كأنما ... عليّ له حقد به لا يسامح
وراقب من شكل «١٥» السّماك نظيره ... خلا أنّ شكلي «١٦» أعزل وهو رامح
يخطّ وميض البرق لي منه أسطرا ... على صفحة الظّلماء فهي لوائح
إذا خطّها ما بين عينيّ لم أزل «١٧» ... أكلّف دمعي نحوها فهو طامح
وما زلت سرّا في حشا النبل «١٨» كامنا ... إلى أن بدا من ناسم الصّبح فاتح «١٩»