حاله: هذا «١» الرجل من أبناء النّعم، وذوي البيوتات، كثير السكون والحياء، آل به ذلك أخيرا للوثة «٢» لم يستفق منها، لطف الله به. حسن الخطّ، مطبوع الأدب، سيّال الطبع، معينه. وناب عن بعض القضاة، وهو الآن رهين ما ذكر، يتمنّى أهله وفاته «٣» ، والله وليّ المعافاة بفضله «٤» .
وجرى ذكره في الإكليل بما نصّه «٥» : من أولي الخلال «٦» البارعة والخصال، خطّا رائقا، ونظما بمثله لائقا، ودعابة يسترها تجهّم، وسكوتا «٧» في طيّه إدراك وتفهّم. عني بالرواية «٨» والتقييد، ومال في النظم إلى بعض التوليد، وله أصالة ثبتت «٩» في السّرو عروقها، وتألّقت في سماء المجادة بروقها، وتصرّف بين النيابة في الأحكام الشرعية، وبين الشهادات العملية «١٠» المرعية.
شعره: ومن شعره فيما خاطبني به، مهنئا في إعذار أولادي، أسعدهم الله، افتتح ذلك بأن قال:
قال يعتذر عن خدمة الإعذار، ويصل المدح والثناء على بعد الدار، وذلك بتاريخ الوسط من شعبان في عام تسعة وأربعين وسبعمائة «١١» : [الكامل]
لا عذر لي عن خدمة الإعذار «١٢» ... ولئن «١٣» نأى وطني وشطّ مزاري
أو عاقني عنه الزمان وصرفه ... تقضي الأماني «١٤» عادة الأعصار
قد كنت أرغب أن أفوز «١٥» بخدمتي ... وأحطّ رحلي «١٦» عند باب الدار
بادي «١٧» المسرّة بالصنيع «١٨» وأهله ... متشمّرا فيه بفضل إزاري «١٩»