من شاء أن يلقى الزمان وأهله ... ويرى جلا الإشعاع في الأفكار «١»
فليأت حيّ ابن الخطيب ملبّيا ... فيفوز بالإعظام والإكبار
كم ضمّ من صيد «٢» كرام فضلهم «٣» ... يسمو ويعلو في ذوي الأقدار
إن جئت ناديه فنب «٤» عنّي وقل ... نلت المنى بتلطف ووقار
يا من له الشرف القديم ومن له ال ... حسب الصميم العدّ يوم فخار
يهنيك ما قد نلت من أمل به ... في الفرقدين النّيّرين لساري «٥»
تجلاك قطبا كلّ تجر «٦» باذخ ... أملان مرجوّان في الإعسار «٧»
عبد الإله وصنوه قمر العلا ... فرعان من أصل زكا ونجار «٨»
ناهيك من قمرين في أفق العلا ... ينميهما نور من الأنوار
زاكي الأرومة «٩» معرق «١٠» في مجده ... جمّ الفضائل طيّب الأخبار
رقّت طبائعه وراق جماله ... فكأنما خلقا من الأزهار
وحلت «١١» شمائل حسنه فكأنما ... خلعت عليه رقّة الأسحار
فإذا تكلّم قلت طلّ «١٢» ساقط ... أو وقع درّ من نحور جواري
أو فتّ مسك الحبر «١٣» في قرطاسه ... بالروض «١٤» غبّ الواكف المدرار
تتبسّم «١٥» الأقلام بين بنانه ... فتريك نظم الدرّ في الأسطار «١٦»
فتخال من تلك البنان كمائما ... ظلّت «١٧» تفتّح ناضر النّوّار
تلقاه فيّاض الندى متهلّلا ... يلقاك بالبشرى والاستبشار