بحر البلاغة قسّها وأيادها ... سحبانها خبر من الأخبار «١»
إن ناظر العلماء فهو إمامهم ... شرف المعارف، واحد النّظّار
أربى على العلماء بالصّيت الذي ... قد طار «٢» في الآفاق كل مطار
ما ضرّه إن لم يجيء متقدّما ... بالسّبق «٣» يعرف آخر المضمار
إن كان أخّره الزمان لحكمة ... ظهرت وما خفيت كضوء نهار
الشمس تحجب وهي أعظم نيّر «٤» ... وترى من الآفاق إثر دراري
يا ابن الخطيب خطبتها لعلاكم ... بكرا تزفّ لكم من الأفكار
جاءتك من خجل على قدم الحيا ... قد طيّبت بثنائك المعطار
وأتت «٥» تؤدّي بعض حقّ واجب ... عن نازح الأوطان والأوطار «٦»
مدّت يد التّطفيل نحو علاكم ... فتوشّحت «٧» من جودكم «٨» بنضار
فابذل لها في النّقد صفحك إنها ... تشكو من التّقصير «٩» في الأشعار
لا زلت في دعة وعزّ دائم ... ومسرّة تترى «١٠» مع الأعمار «١١»
ومن السّلطانيات قوله من قصيدة نسيبها: [الطويل]
تبسّم ثغر الدهر في القضب الملد ... فأذكى الحياء «١٢» خجلة وجنة الورد
ونبّه وقع الطّلّ ألحاظ نرجس ... فمال إلى الوسنان، عاد إلى الشّهد «١٣»
وثمّ لسبر «١٤» الروض في مسكة الدّجى ... نسيم شذا الخير كالمسك والنّدّ
وغطّى ظلام الليل حمرة أفقه ... كما دار مسودّ العذار على الخدّ
وباتت قلوب الشّهب تخفق رقّة ... لما حلّ بالمشتاق من لوعة الوجد
وأهمى عليه الغيم أجفان مشفق ... يذكّره «١٥» فاستمطر الدّمع للخدّ