ومنها:
كأن «١» لم أقف في الحيّ وقفة عاشق ... غداة افترقنا والنّوى رندها يعدي «٢»
وناديت حادي العيس عرّج لعلّني ... أبثّك وجدي إن تمرّ على نجد
فقال اتّئد يا صالح ما لك ملجأ ... سوى الملك المنصور في الرّفق والرّفد
وممّا خاطبني به قوله: [الخفيف]
علّلوني ولو بوعد محال ... وحلّوني ولو بطيف خيال
واعلموا أنني أسير هواكم ... لست أنفكّ إنما «٣» عن عقال
فدموعي من بينكم في انسكاب ... وفؤادي من سحركم في اشتغال
يا أهيل الحمى كفاني غرامي ... حسبي «٤» ما قد جرّ ... «٥» ال
من مجيري من لحظ ريم ظلوم ... حلّل الهجر بعد طيب الوصال
ناعس الطّرف أسمر الجفن مني ... طال منه الجوى بطول الليالي «٦»
بابليّ اللّحاظ أصمى فؤاده ... ورماه من غنجه بنبال
وكسا الجسم من هواه نحولا ... قصده في النّوى بذاك النحال
ما ابتدا في الوصال يوما بعطف ... مذ روى في الغرام باب اشتغال
ليس لي منه في الهوى من مخبر ... غير تاج العلا وقطب الكمال
علم الدين عزّه وسناه ... ذروة المجد بدر أفق الجلال
هو غيث النّدى وبحر العطايا ... هو شمس الهدى فريد المعالي «٧»
إن وشى في الرقاع بالنقش قلنا ... صفحة الطّرس حلّيت باللآلي «٨»
أو دجا الخطب فهو فيه شهاب ... راية الصبح في ظلال «٩» الضلال
أو يني العضب فهو في الأمن ماض ... صادق العزم ضيق المجال
لست تلقى مثاله في زمان ... جلّ في الدّهر يا أخي عن مثال
قد نأى حبّي ما «١٠» له عن دياري ... لا لجدوى ولا لنيل نوال