وكذلك المطران جاد رسومه ... قطر المنايا الصارم الطّفّاح
أرؤوس «١» تبيضّ النعام بمرجنا ... أصنافكم هذي أم الأشباح؟
ما للمطامير اشتكت من ضيقها ... بالمال والأسرى وهنّ فساح؟
جارت بكم أبطالنا فكأنكم ... كشح وجيش المسلمين وشاح
تبّا لروميّ يهيم براحة ... أيرام عن خيل الإله براح؟
قصّت قوادمكم فما إقدامكم ... والليل «٢» جنح الكفر تغيض جناح
هذا فلا تستعجلوا ببلادكم ... سترون كيف يكون الاستفتاح
قد انثنت «٣» بطحاؤنا بحطامكم ... ونباتها الرّيحان والتفاح
تالله ما كنتم بأول عسكر ... أمل النجاح وحينه يجتاح
القسّ غرّكم ليهلك نسلكم ... بسيوفنا إن إفكه لصراح
كم ذا يسخّركم ويسخر منكم ... غدرا ومكرا إنه لوقاح
منها:
وفوارس نشأوا لنهب فراس ... طلبوا انتشاء للدّما لا الراح «٤»
أربوا على الأسد الهزبر بسالة ... مع أنهم غرّ الوجوه صباح
خاضوا بحار الحرب يطمو بحرها ... ووطيسها حامي الصّلى لفّاح
ما هم ببذل نفوسهم ونفيسهم ... وعن «٥» النوال أو النّزال سجاح
وإذا هم ذكروا بناد فانتشق ... مسكا تضوّع عرفه النفّاح
فغدا وراح النصر يقدم جمعهم ... ويحفّهم حيث اعتدوا أو راحوا «٦»
سنّاك مولانا بسعد مقبل ... خلصاء قد عمّتهم الأفراح «٧»
وبنجلك البدر الذي آفاقه ... ملك وهالته هدى وصلاح
بدر البدور فلا بدار عليه ... وبذا أنارت» أربع وبطاح