للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلكم عدوّ ما «١» أفلّ بزوغه ... خسفت به الأوجال والأتراح

وهنا ونالك بالأمير تجدّد ... كلّ بحبّك نفسه ترتاح

قد جاء بعد العسر يسر شامل ... قد جاء بعد الشّدة الإنجاح

فالحمد لله الذي قد خصّنا ... ولنا بحمدك بعده إفصاح

وعلى المقام المولويّ تحيّة ... كالزّهر إذ تهدي شذاه رياح

ما خطّ مدحك في الطّروس محبّر ... ومحا «٢» دياجير الأصيل صباح

وقال يرثي الخطيب ببلده، الشهير الفاضل، أبا الحسن بن شعيب، رحمه الله:

[الطويل]

بوادي لقد حملت ما ليس لقواه ... فراق ولا «٣» من شرف الأرض تقواه

بليت بذا التفريق فاصبر فربما ... بلغت بحسن الصبر ما تتمنّاه «٤»

شجا كلّ نفس فقد أنفس جوهر ... تعدّ ولا تحصى كرام سجاياه

بكى كلّنا حزنا عليه كما بكى ... لفرقته محرابه ومصلّاه

فلله خطب جليل لقد رمى ... أجلّ خطيب بالجلالة مصماه

فلولاكم يغلب تأسّينا الأسى ... ولم يشمل الشّمل التفجّع لولاه

فلم يبق إلّا من جفا جفنه الكرى ... ومن جانبت وصل المضاجع جنباه

وفاء «٥» المرّي وفّى فوفّي أجره ... وأصفى بإصفاء الإله وصافاه

أبي الحسن العدل الرّضا المحسن الذي ... أتته بأضعاف الزيادة حسناه

خطيب جلا فصل الخطاب بيانه ... وأعدل قاض فاضل في قضاياه

وجسم الهدى الرّحب السبيل وروحه ... ولفظ العلى الفخر الأصيل ومعناه

مطيع رفيع خاضع متواضع ... كريم حليم طاهر القلب أوّاه

متى يمش «٦» هونا ليس إلّا لمسجد ... تمد «٧» خجلا أرض بها حطّ نعلاه

تكلّمه عرف وذكر وحكمة ... تلذّ بها الأسماع ما كان أحلاه