والناس في بشر «١» والملك في ظفر ... عال على كلّ عالي القدر قاهره
والأرض قد ملئت أمنا جوانبها ... بيمن من خلصت فيها سرائره
والى «٢» أياديه من مثنى وواحدة «٣» ... تساجل البحر إن فاضت زواخره
فكلّ يوم تلقّانا عوارفه ... كساه أمواله الطّولى دفاتره
فمن يؤدّي لما أولاه من نعم ... شكرا ولو أنّ سحبانا يظاهره
يا أيها العبد «٤» بادر لثم راحته ... فلثمها خير مأمول تبادره
وافخر بأن قد «٥» لقيت ابن الحكيم على ... عصر يباريك أو دهر تفاخره
ولّى الصيام وقد عظّمت حرمته ... فأجره لك وافيه ووافره
وأقبل العيد فاستقبل به جذلا ... واهنأ به قادما عمّت بشائره
ومن مدح الرئيس أبي محمد عبد المهيمن الحضرمي له قوله: [الطويل]
تراءى سحيرا والنسيم عليل ... وللنّجم طرف بالصباح كليل
وللفجر نهر خاضه الليل فاعتلت ... شوى أدهم الظّلماء منه خجول
بريق بأعلى الرّقمتين كأنه ... طلائع شهب والسماء تجول
فمزّق ساجي الليل منه شرارة ... وخرّق ستر الغيم منه نصول
تبسّم ثغر الروض عند ابتسامه ... وفاضت عيون للغمام همول
ومالت غصون البان نشوى كأنها ... يدار عليها من صباه شمول
وغنّت على تلك الغصون حمائم ... لهنّ حفيف فوقها وهديل
إذا سجعت في لحنها ثم قرقرت ... يطيح خفيف دونها وثقيل
سقى الله ربعا لا يزال يشوقني ... إليه رسوم دونها وطلول
وجاد رباه «٦» كلّما ذرّ شارق ... من الودق «٧» هتّان أجشّ هطول
وما لي أستسقي الغمام ومدمعي ... سفوح على تلك العراص همول؟
وعاذلة باتت تلوم على السّرى ... وتكثر من تعذالها وتطيل
تقول إلى كم ذا فراق وغربة ... ونأي على ما خيّلت ورحيل