خصّ بالحسن فما أنت ترى ... بعده للناس حظّا في الجمال
من تسلّى عن هواه فأنا ... بسواه عن هواه غير سال
فلئن أتعبني حبّي له ... فكم نلت به أنعم حال
إذ لآلي «١» جيده من قبلي ... ووشاحاه يميني وشمالي
خلّف النوم لي السّهد به ... وترامى الشّخص لا طيف الخيال
فيداوى «٢» بلماه ظمئي ... مزجك الصّهباء بالماء الزّلال
أو إشادات» بناء الملك ال ... أوحد الأسمى الهمام المتعالي
ملك إن قلت فيه ملكا ... لم تكن إلّا محقا في المقال
أيّد الإسلام بالعدل فما ... أن ترى رسما لأصحاب الضّلال
ذو أياد شملت كلّ الورى ... ومعال يا لها خير معال
همّة هامت بأحوال التقى ... وصفات بالجلالات حوال
وقف النّفس على إجهادها ... بين صوم وصلاة ونوال
ومنها في ذكر القوم الموقع بهم «٤» :
وفريق من عتاة عاندوا ... أمره فاستوجبوا سوء نكال
غرّهم طول التّجافي عنهم ... مع شيطان لهم كان موال
فلقد كانت بهم رندة أو ... أهلها في سوء تدبير وحال
ولقد كان النّفاق مذهبا ... فاشيا بين هاتيك التلال
ما يعود اليوم إلّا بادروا ... برواة ونكيرات ثقال
طوّقوا النّعمى فلمّا أنكروا ... طوّقوا العدل بذي البيض العوال
ماطل الدهر بهم غريمه ... فهو الآن وفي بعد المطال
ولقد كنت غريم الدهر إذ ... شدّني جورهم شدّ عقال
ولكم نافرته مجتهدا ... عندما ضاق بهم صدر احتمالي
أعقبوا جزاء ما قد أسلفوا ... في الدّنا ويعقبوه في المآل