يصون بالعقل الفتى نفسه ... كما يصون الحرّ أسراره
لا سيما إن كان في غربة ... يحتاج أن يعرف مقداره
وقوله رحمه الله «١» : [البسيط]
إني لأعسر أحيانا فيلحقني ... يسر من الله إنّ العسر قد زالا
يقول خير الورى في سنّة ثبتت ... (أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا)
وهو من أحسن ما قاله رحمه الله.
ومن شعره قوله «٢» : [الطويل]
فقدت حياتي بالفراق «٣» ومن غدا ... بحال نوى عمّن يحبّ فقد فقد
ومن أجل بعدي من «٤» ديار ألفتها ... جحيم فؤادي قد تلظّى وقد وقد
وحكي أن ذا الوزارتين المترجم، لما اجتمع مع الفقيه الكاتب ابن أبي مدين، أنشده ابن أبي مدين «٥» : [الطويل]
عشقتكم بالسّمع قبل لقاكم ... وسمع الفتى يهوى لعمري «٦» كطرفه
وحبّبني ذكر الجليس إليكم ... فلمّا التقينا كنتم فوق وصفه
فأنشده ذو الوزارتين ابن الحكيم قوله «٧» : [البسيط]
ما زلت أسمع عن علياك كلّ سنا ... أبهى من الشمس أو أجلى من القمر
حتى رأى بصري فوق الذي سمعت ... أذني فوفّق بين السّمع والبصر
ومن نظمه مما يكتب على قوس «٨» : [الكامل]
أنا عدّة للدين في يد من غدا ... لله منتصرا على أعدائه
أحكي الهلال وأسهمي في رجمها ... لمن اعتدى تحكي رجوم «٩» سمائه
قد جاء في القرآن أني عدّة ... إذ نصّ خير الخلق محكم آيه
وإذا العدوّ أصابه سهمي فقد ... سبق القضاء بهلكه وفنائه