وهبّوا إذا «١» هبّ النسيم كما «٢» سرى ... ولم يتركوا بالشّرق علقة آئب
يغصّ بهم عرض الفلا وهو واسع «٣» ... وقد زاحموا الآفاق من كل جانب
كأنّ بسيط الأرض حلقة خاتم ... بهم وخضمّ البحر بعض المذانب
ومدّ على حكم «٤» الصغار لسلمنا ... يديه عظيم الروم في حال راغب
يصرّح بالرؤيا «٥» وبين ضلوعه ... نفس مذعور ونفرة راهب
وعى من لسان الحال أفصح خطبة ... وما «٦» وضحت»
عنه فصاح القواضب
وأبصر متن الأرض كفّة حامل ... عليه وإصراه في كفّ حالب
أشرنا بأعناق الجياد إليكم ... وعجبا عليكم من صدور الرّكائب
إلى بقعة قد بيّن «٨» الله فضلها ... بمن حلّ فيها من وليّ «٩» وصاحب
على الصّفوة الأدنين منّا تحية ... توافيهم بين الصّبا والجنائب
وله أيضا «١٠» : [الطويل]
ألمّت وقد نام الرقيب «١١» وهوّما ... وأسرت إلى وادي «١٢» العقيق من الحمى
وراحت «١٣» إلى نجد فرحت منجّدا ... ومرّت بنعمان فأضحى منعّما
وجرّت على ترب المحصّب «١٤» ذيلها ... فما زال ذاك التّرب نهبا مقسّما
تناقله «١٥» أيدي التّجار «١٦» لطيمة ... ويحمله الداريّ «١٧» أيّان يمّما
ولمّا رأت أن لا ظلام يجنّها ... وأنّ سراها فيه لن يتكتما
سرت «١٨» عذبات الرّيط عن حرّ وجهها ... فأبدت شعاعا يرفع اليوم مظلما «١٩»