للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هي الدّرّة البيضاء من حيث جئتها «١» ... أضاءت ومن للدّرّ أن يشبه البدرا؟ «٢»

خليليّ، أن أصدر لها فإنها «٣» ... هي الوطن المحبوب أوكله «٤» الصّدرا «٥»

ولم أطو عنها الخطو هجرا لها إذا ... فلا لثمت نعلي مساكنها الخضرا

ولكنّ إجلالا لتربتها التي ... تضمّ فتاها النّدب أو كهلها الحرّى

أكارم، عاث الدهر ما شاء فيهم ... فبادت لياليهم فهل أشتكي الدهرا؟

هجوع ببطن وارض قد ضرب الرّدى ... عليهم قبيبات فويق الثّرى غبرا

تقضّوا فمن نجم سالك ساقط «٦» ... أبى الله أن يرعى السّماك أو النّشرا

ومن سابق هذا إذا شاء «٧» غاية ... وغير محمود جياد العلا خضرا «٨»

أناس إذا لاقيت من شئت منهم ... تلقّوك لا غثّ الحديث ولا غمرا

وقد درجت أعمارهم فتطلّعوا ... هلال ثلاث لو شفا رقّ أو بدرا

ثلاثة أمجاد من النّفر الألى ... زكوا خبرا بين الورى وزكوا خبرا

أثكّلتهم «٩» ثكلا دهى العين والحشا ... فعجّر ذا أمّا وسجّر ذا جمرا؟

كفى حزنا أني تباعدت عنهم ... فلم ألق من سرّي منها ولا سرّا

وإلّا «١٠» متى أسلو «١١» بهم كلّ راكب ... ليظهر لي خيرا تأبّط لي شرّا

أباحثه عن صالحات عهدتها ... هناك فيسبيني «١٢» بما يقصم الظّهرا

محيّا خليل غاض ماء حياته ... وساكن قصر ضرّ «١٣» مسكنه القبرا

وأزهر كالإصباح قد كنت أجتلي ... سناء كما يستقبل الأرق الفجرا

فتى لم يكن خلو الصّفات من النّدى ... ولم يتناس الجود أصرم أم أثرا

يصرّف ما بين اليراعة والقنا ... أنامله لا بل هواطله الغرّا

طويل نجاد السيف لان كأنما ... تخطّى به في البرد خطّيّة سمرا

سقته على ما فيك من أريحية ... خلائق هنّ الخمر أو تشبه الخمرا