ونشر محيّا للمكارم لو سرت ... حميّاه في وجه الأصيل لما اصفرّا
هل السّعد إلّا حيث حطّ صعيده ... لمن بلّ في شفري ضريح له شفرا؟
طوين الليالي طيّهنّ وإنما ... أطوين «١» عنّي التّجلّد والصّبرا
فلا حرمت سقياه أدمع مزنة ... ترى مبسم النّوار عنبر معترّا
وما دعوتي للمزن عذرا لدعوتي ... إذا ما جعلت البعد عن قربه عذرا
وقال يرثي أبا محمد بن أبي العباس بمالقة «٢» : [الكامل]
أبني البلاغة، فيم حفل النادي؟ ... هبها عكاظ، فأين قسّ إياد؟
أما البيان، فقد أجرّ لسانه ... فيكم بفتكته الحمام العادي
عرشت سماء «٣» علاكم «٤» ما أنتم ... من بعد ذلكم الشّهاب الهادي
حطّوا على عمد الطريق فقد خبا «٥» ... لألاء «٦» ذاك الكوكب الوقّاد
ما فلّ لهذمه «٧» الصّقيل وإنما ... نثرت كعوب قناكم المنآد
إيه عميد الحيّ غير مدافع ... إيه فدى لك غابر الأمجاد
ما عذر سلك كنت عقد نظامه ... إن لم يصر بردا إلى الآباد؟
حسب «٨» الزمان عليك ثكلا أن يرى ... من طول ليل في قميص حداد
يومي بأنجمه لما قلّدته ... من درّ ألفاظ وبيض أياد
كثف الحجاب فما ترى متفضلا ... في ساعة تصغي به وتنادي «٩»
ألمم بربعك غير مأمور فقد ... غصّ الفناء «١٠» بأرجل القصّاد
خبرا يبلّغه إليك ودونه ... أمن العداة وراحة الحسّاد
قد طأطأ الجبل المنيف قذاله ... للجار بعدك واقشعرّ الوادي «١١»
أعد التفاتك نحونا وأظنّه ... مثل الحديث لديك غير معاد