للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قطعت الأرض طولا ثم عرضا ... أزور بني ممالكها الكراما

وجاجاني على كرم نداهم ... وأعجلت الخوافي والقداما

وذلّلت المطامع من إبائي ... وقبّلت البراجم والسّلاما

ومن أدبي نصبت لهم حبالا ... أصيد بها النّعام ولا النّعامى

فلم أر مثل ربعي دار أنس ... ولم أر مثل عثمن إماما

ولا كأبيه أو كنى أبيه ... أبيّ يحيي غيوثا أو رهاما

كفاني بابن عامر خفض عيش ... ورفع مكاتبي إلّا أضاما

وإني من ولائك في يفاع ... أقابل منهم بدرهم التّماما

ومن شعره، رحمه الله، قوله «١» : [الطويل]

تراجع من دنياك ما أنت تارك ... وتسألها «٢» العتبى وها هي فارك «٣»

تؤمّل بعد التّرك رجع ودادها ... وشرّ وداد ما تودّ التّرائك

حلا لك منها ما خلا «٤» لك في الصّبا ... فأنت على حلوائه متهالك

تظاهر بالسّلوان عنها تجمّلا ... فقلبك محزون وثغرك ضاحك

تنزّهت عنها نخوة لا زهادة ... وشعر عذاري أسود اللون حالك

ليالي تغري بي وإن هي أعرضت ... زنانب من ضوّاتها وعواتك

غصون قدود في حقاف روادف ... تمايل من ثقل بين الأرائك

تطاعنني منهن في كل ملعب ... ثديّ كأسنان الرماح فواتك

وكم كلّة فيها هتكت ودونها ... صدور العوالي والسّيوف البواتك

ولا خدن إلّا ما أعدت ردينه ... لطالبها أو ما تحيّر هالك

تضلّ فواد المرء عن قصد رشده ... فواتر ألحاظ للظّبا الفواتك

وفي كل سنّ لابن آدم وإن تطل ... سنوه طباع جمّة وعوائك

وإلّا فما لي بعد ما شاب مفرقي ... وأعجز رأيي عجزهنّ «٥» الرّكارك