متى قلت لم تترك مقالا لقائل ... فإن «١» لم تقل لم يغن حمد «٢» لمادح
فمن حام بالحيّ الذي أنت أهله «٣» ... وعام ببحر من عطائك «٤» طافح
يحقّ له أن يشفع الحمد بالثّنا ... ويغدو بذاك البحر أسبح سابح
ويا فوز ملك دمت صدر صدوره ... وبشرى له قد راح أربح رابح
بآرائك التي تدلّ على الهدى ... وتبدي لمن خصصت سيل «٥» المناجح
ملكت خصال السّبق في كل غاية ... وملّكت من «٦» ملكت يا ابن الجحاجح «٧»
مطامح آمال لأشرف همّة ... أقلّ مراميها أجلّ المطامح
فدونكها يا مهدي المدح مدحة ... أحببت بها عن مدح أشرف مادح
تهنّيك «٨» بالعام الذي عمّ حمده «٩» ... مواهب هاتيك البحار الطوافح
فخذها سميّ الفخر يا خير مسبل ... على الخلق إغضاء «١٠» ستور التسامح
ودم خاطب العليا لها خير خاطب ... وأتوق توّاق وأطمح طامح
وتلقاني بمالقة عند قدومي من الرّسالة إلى المغرب، في محرم عام ستة وخمسين وسبعمائة، ونظم لي هذه الأبيات، ولا حول ولا قوة إلا بالله: [الطويل]
قدومك ذا أبدى لذي الراية الحمرا ... ثغور الرّضى تعبر عن شنب البشرا
وأينع فجر الرّشد من فلق الهدى ... وكوّنه نهرا وفجّره فجرا
سرينا له كي يحمد السّير والسّرى ... ونرقب شمس الدين من فرعك الفجرا
ونصبح في أحياء للمنّ «١١» نستلم ... مواطنكم شفعا وآثاركم وترا
ونخطب ما، يا ابن الخطيب، تشاء «١٢» من ... كرائم ذاك الحيّ إذ نهز الشّعرى
فقابلت بالإقبال والبرّ والرّضى ... وأقريت من يقرا وأقررت من قرّا
فأبناء قدس الحمد حضرة قدسنا ... وأقدامنا تملا وأمداحكم تقرا