هنيّا لنا نلنا ونلنا ولم نزل ... ننال ولكن هذه المنّة الكبرا
رأينا وزير الملد والملك واللّوى ... وحزب اللّوى كلّ يشدّ به أزرا
سجدنا وكبّرنا وقلنا: رسولنا ... أتى بالذي يرضي بشرى لنا بشرى
ويهني الورى هذا الإياب فإنّ في ... نتائجه للدّهر ما يسهر الدّهرا
أرانا سنا ذا اليوم أجمل منظر ... وجلّى لنا من وجهك الشمس والبدرا
أما والذي أوليت من نعمة غدت ... تعلّمنا للمنعم الحمد والشكرا
لأنت لسان الدّين للدّين حجّة ... تؤيّده سرّا وتعضده جهرا
بقيت لنا كتفا منيعا مشرفا ... ودمت له عضدا ودمت له نصرا
ودمنا بكم في كلّ أمن ومنّة ... ندير المنى خمرا ونصلي «١» العدا جمرا
ومن أمثل ما مدح به السلطان لأول قدومه بالنسبة إلى غير ذلك من شعره:
[الطويل]
أما والعيون النّجل ترمق عن سحر ... وورد رياض الخدّ والكأس والخمر
وريحانه والرّاح والطّلّ والطّلى ... ونرجسه والزّهر والنّور والنّهر
ونور جبين الشمس في رونق الضّحى ... وهالة بدر التّمّ منتصف الشّهر
لقد قلّدت آراء يوسف ملكه ... قلائد نصر لن تبيد مع الدّهر
وقد أيّد «٢» الإسلام منه بناصر ... نصير وخير النصر نصر بني نصر
هم القوم أنصار النبيّ محمد ... به «٣» عصبة الأعلام في اليسر والعسر
وحسبك من قوم حموا سيّد الورى ... وقاموا بنصر الحقّ في السّرّ والجهر
سقى شرعة الإسلام ودق سيوفهم ... رحيق الأماني طيّب العرف والنّشر
فأصبح روض الرّشد يعبق طيبه ... ودوح الهدى بالزّهر أزهاره تزري
فيا سائلي عنه وعن سطواته ... إذا لاح محفوفا براياته الحمر
وجزّ «٤» مع الإقدام جيشا عرمرما ... وشرّد بالتأييد شرذمة «٥» الكفر