لخلّيلة تنبيك عما وراءها ... ولا غرو فالإفصاح يعرف بالعجز
فيا فوز من أدناه بالغنم والغنى ... ويا ويل من أقصاه للقفر والفقر
يمينا بما اختارت يداك وأحرزت ... من الملك والتأييد والنّهي والأمر
لقد أصعدت مجدي مدائحك التي ... ومجدك والعليا مدحت بها شعري «١»
وحقّ لمثلي يشفع الحمد بالثّنا ... ويتلو معانيه مع الشّفع والوتر
فأجني ثمار الأنس من روضة المنى ... وأقطف زهر «٢» الحمد من شجر الشكر
وأشرب ماء الفوز عذبا ختامه ... رحيق براح السّمح في أكؤس البشر
ولا برحت أمداحكم تعجز النهى ... وإلّا فكم تنجني من العسر لليسر
ولا زالت الأقدار تخدم رأيكم ... وراياتكم ما دام نجم للسّرا يسري
وكتب إليّ في غرض يظهر منه نصّ المراجعة، وحسبنا الله «٣» : [الطويل]
أما والذي لي في حلاك من الحمد ... وما لك ملّاكي عليّ «٤» من الرّفد
لقد أشعرتني النفس أنك معرض ... عن المسرف اللائي لفطرك يستجدي «٥»
فإن زلّة منّي «٦» بدت لك جهرة ... فصفحا فما والله إذ كنت عن عمد «٧»
فراجعته بقولي»
: [الطويل]
أجلّك عن عتب يغضّ من الودّ ... وأكرم وجه العذر منك عن الرّدّ
ولكنني أهدي إليك نصيحتي ... وإن كنت قد أهديتها ثم لم تجد
إذا مقول الإنسان جاوز حدّه ... تحوّلت الأغراض منه إلى الضّدّ
فأصبح منه الجدّ هزلا مذمّما ... وأصبح منه الهزل في معرض الجدّ
فما اسطعت «٩» فيضا «١٠» للعنان فإنه ... أحقّ السجايا بالعلاء «١١» والمجد