شعره: أنشدني بدار الصّناعة السلطانية من سبتة تاسع جمادى الأولى من عام اثنين وخمسين المذكور، عند توجّهي في غرض الرسالة إلى السلطان ملك المغرب، قوله يجيب عن الأبيات المشهورة، التي أكثر فيها الناس وهي «١» : [مخلع البسيط]
يا ساكنا قلبي المعنّى ... وليس فيه سواك ثان
لأيّ معنى كسرت قلبي ... وما التقى فيه ساكنان؟
فقال «٢» : [مخلع البسيط]
نحلتني طائعا فؤادا ... فصار إذ حزته مكاني «٣»
لا غرو إذ كان لي مضافا ... أنّي على الكسر فيه باني
وقال يخاطب أبا العباس عميد سبتة، أعزّه الله، وهي ممّا أنشدنيه فيه التاريخ المذكور، وقد أهدى إليه أقلاما «٤» : [الطويل]
أنا ملك الغرّ التي سيب جودها ... يفيض كفيض المزن بالصّيّب القطر
أتتني منها تحفة مثل حدّها «٥» ... إذا انتضيت كانت كمرهفة السّمر
هي الصّفر لكن تعلم البيض أنها ... محكّمة فيها على النّفع والضّرّ
مهذّبة الأوصال ممشوقة كما ... تصاغ «٦» سهام الرّمي من «٧» خالص التّبر
فقبّلتها عشرا ومثّلت أنني ... ظفرت بلثم في أناملك العشر
وأنشدني في التاريخ المذكور في ترتيب حروف الصحاح قوله «٨» : [الطويل]
أساجعة بالواديين تبوّئي ... ثمارا جنتها حاليات خواضب
دعي ذكر روض زاره «٩» سقي شربه ... صباح ضحى طير ظماء «١٠» عصائب
غرام فؤادي قاذف كلّ ليلة ... متى ما نأى وهنا هواه يراقب