ومن مطولاته ما رفعه على يدي السلطان وهو قوله «١» : [الوافر]
ديار خطّها مجد قديم ... وشاد بناءها شرف صميم
وحلّ جنابها الأعلى علاء «٢» ... يقصّر عنه رضوى أو شميم
سقى نجدا بها وهضاب نجد ... عهاد ثرّة «٣» وحيا عميم «٤»
ولا عدمت رباه رباب مزن ... يغادي روضهنّ ويستديم
فيصبح زهرها يحكي شذاه ... فتيت المسك يذكيه النّسيم
وتنثره «٥» الصّبا فتريك درّا ... نثيرا خانه عقد نظيم
وظلّت في ظلال الأيك تشدو ... مطوّقة لها صوت رخيم
ترجّع في الغصون فنون سجع ... بألحان لها يصبو الحليم
أهيم بملتقى الوادي بنجد ... وليس سواه في واد أهيم
وكنت صرفت عنه النفس كرها ... وما برحت على نجد تحوم
وما ينفكّ لي ولها نزاع ... إلى مغنى به ملك كريم
له بيت سما فوق الثّريّا ... وعزّ لا يخيم ولا يريم
تبوّأ من بني نصر علاها ... وأنصار النبيّ «٦» له أروم
أفاض على الورى نيلا وعدلا «٧» ... سواء فيه مثر أو عديم
ملاذ للملوك إذا ألمّت ... صروف الدهر أو خطب جسيم
تؤمّله فتأمن في ذراه ... وتدنو من علاه فيستقيم «٨»
ويبدو في نديّ «٩» الملك بدرا ... تحفّ به الملوك وهم نجوم
بوجه يوسفيّ الحسن طلق ... يضيء بنوره اللّيل البهيم
وتلقاه العفاة «١٠» له ابتسام ... ومنه للعدى أخذ أليم «١١»