وعمّ بها إخواننا بتحيّة ... وخصّ بها الأستاذ لا عاش كائده
جزى الله عنّا شيخنا وإمامنا ... وأستاذنا «١» الحبر الذي عمّ فائده
لقد أطلعت جيّان أوحد عصره ... فللغرب فخر أعجز الشرق خالده
مؤرخة نحوية وإمامة ... محدّثة جلّت وصحّت مسانده
جاه عظيم من ثقيف وإنما ... به استوثقت منه العرى ومساعده
وما أنس لا أنسى سهادي ببابه ... بسبق وغيري نائم الليل راقده
فيجلو بنور العلم ظلمة جهلنا ... ويفتح علما مغلقات رصائده
وإنّي وإن شطّت بنا غربة النّوى ... لشاكر له في كل وقت وحامده
بغرناطة روحي وفي مصر جثّتي ... ترى هل يثنّي الفرد من هو فارده؟
أبا جعفر، خذها قوافي من فتى ... تتيه على غرّ القوافي قصائده
يسير بلا إذن إلى الأذن حسنها ... فيرتاح سمّاع لها ومناشده
غريبة شكل كم حوت من غرائب ... مجيدة أصل أنتجتها أماجده
فلولاك يا مولاي ما فاه مقولي ... بمصر ولا حبّرت ما أنا قاصده
لهذّبتني حتّى أحوك مفوّقا ... من النظم لا يبلى مدى الدهر آبده
وأذكيت فكري بعد ما كان خامدا ... وقيّد شعري بعد ما ندّ شارده
جعلت ختاما فيه ذكرك إنه ... هو المسك بل أعلى وإن عزّ ناشده
ومما دون من «٢» المطولات قوله رحمه الله «٣» : [الطويل]
تفرّدت لمّا أن جمعت بذاتي «٤» ... وأسكنت لما أن بدت حركاتي «٥»
فلم أر في الأكوان غيرا «٦» لأنني ... أزحت عن الأغيار روح حياتي «٧»
وقدّستها عن رتبة لو تعيّنت ... لها دائما دامت لها حسراتي «٨»
فها أنا قد أصعدتها عن حضيضها ... إلى رتبة تقضي لها بثبات