للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال لها عودي فقالت له نعم ... (ولو قطّعوا رأسي لديك وأوصالي)

فعادت إليه والهوى قائل لها ... (وكان عداء الوحش مني على بالي)

رثى «١» لبعير قال أزمع مالكي ... (ليقتلني والمرء ليس بفعّال)

وثور ذبيح بالرسالة شاهد ... (طويل القرا «٢» والرّوق أخنس ذيّال)

وحنّ إليه الجذع حنّة عاطش ... (لغيث من الوسميّ رائده خالي)

وأصلين من نخل قد التأما له ... (فما «٣» احتبسا من لين مسّ وتسهال)

وقبضة «٤» ترب منه ذلّت لها الظّبا ... (ومسنونة زرق كأنياب أغوال)

وأضحى ابن جحش بالعسيب مقاتلا ... (وليس بذي رمح وليس بنبّال)

وحسبك من سيف «٥» الطّفيل إضاءة ... (كمصباح زيت في قناديل ذبّال)

وبذّت «٦» به العجفاء كلّ مطهّم ... (له حجبات مشرفات على الفال)

ويا خسف أرض تحت باغيه إذ علا ... (على هيكل نهد الجزارة جوّال)

وقد أخمدت نار لفارس طالما ... (أصابت غضى جزلا وكفّت بأجزال) «٧»

أبان سبيل الرّشد إذ سبل الهدى ... (يقلن لأهل الحلم ضلّا بتضلال)

لأحمد خير العالمين انتقيتها ... (ورضت «٨» فذلّت صعبة أيّ إذلال)

وإنّ رجائي أن ألاقيه غدا ... (ولست بمقليّ الخلال ولا قالي)

فأدرك آمالي وما كلّ آمل ... (بمدرك أطراف الخطوب ولا والي) «٩»

ولا خفاء ببراعة هذا النّظم، وإحكام هذا النّسج، وشدّة هذه العارضة. وله تقييد في الفقه على كتاب والده، المسمّى بالقوانين الفقهية، ورجز في الفرائض يتضمّن العمل. وإحسانه كثير. وتقدم قاضيا بحضرة غرناطة، وخطيبا بمسجد السلطان، ثامن شوّال من عام ستين وسبعمائة. ثم انصرف عنها، وأعيد إليها في عام ثلاثة «١٠» وستين، موصوفا بالنّزاهة والمضاء.

مولده: في الخامس عشر من جمادى الأولى عام خمسة عشر وسبعمائة، وهو الآن بقيد الحياة.