وولّي الحسبة بمالقة، حرسها الله تعالى، فخاطبته في ذلك أداعبه، وأشير إلى قوم من أجداده، وأولي الحمل عليه بما نصّه:[السريع]
يا أيها المحتسب الجزل ... ومن لديه الجدّ والهزل
تهنيك «١» والشكر لمولى الورى ... ولاية ليس لها عزل
كتبت أيها المحتسب، المنتمي إلى النزاهة المنتسب، أهنّيك ببلوغ تمنّيك، وأحذّرك من طمع نفس بالغرور تمنّيك، فكأني «٢» وقد طافت بركابك الباعة «٣» ، ولزم لأمرك «٤» السّمع والطّاعة، وارتفعت في مصانعتك الطّماعة، وأخذت أهل الرّيب بغتة كما تقوم الساعة، ونهضت تقعد وتقيم، وسكوتك «٥» الريح العقيم، وبين يديك القسطاس «٦» المستقيم، ولا بدّ من شرك ينصب، وجماعة على ذي جاه تعصب «٧» ، وحالة «٨» كيت بها الجناب الأخصب، فإن غضضت طرفك، أمنت عن الولاية صرفك، وإن ملأت ظرفك «٩» ، رحّلت عنها حرفك، وإن كففت فيها كفّك، حفّك العزّ فيمن حفّك. فكن لقالي المجبّنة قاليا «١٠» ، ولحوت السّلّة ساليا. وأبد لدقيق الحوّارى زهد حواريّ «١١» ، وازهد فيما بأيدي الناس من العواري، وسر في اجتناب الحلواء «١٢» ، على السبيل السّواء، وارفض في الشّواء، دواعي الأهواء، وكن على الهرّاس «١٣» ، وصاحب ثريد «١٤» الرّاس، شديد المراس، وثب على بائع «١٥» طبيخ الأعراس، ليثا مرهوب الافتراس، وأدّب أطفال الفسوق «١٦» ، في السوق، سيّما من