العين، والبذا الذي يصاحب الشّين، مغلوب عليه في ذلك، ناله بسببه ضيق واعتقال، وتقويت جدة، وإطباق روع، وقيد للعذاب، فألقيت عليه ردائي، ونفّس الله عنه بسببي، محوا للسّيئة بالحسنة، وتوسّلا إلى الله بترك الحظوظ، والمنّة لله جلّ جلاله على ذلك.
شعره: خاطبني بين يدي نكبته أو خلفها بما نصّه، ولم أكن أظنّ الشّعر مما تلوكه جحفلته «١» ، ولكن الرجل من أهل الكفاية «٢» : [الطويل]
رجوتك «٣» بعد الله يا خير منجد ... وأكرم مأمول وأعظم مرفد «٤»
وأفضل من أملت للحادث الذي ... فقدت به صبري وما ملكت يدي «٥»
وحاشا وكلّا أن يخيب مؤمّلي «٦» ... وقد علقت بابن الخطيب محمد
وما أنا إلّا عبد أنعمه «٧» التي ... عهدت بها يمني وإنجاح مقصدي «٨»
وأشرف من حضّ الملوك على التّقى ... وأبدى لهم نصحا وصيّة «٩» مرشد
وساس الرّعايا الآن خير سياسة ... مباركة في كل غيب ومشهد «١٠»
وأعرض عن دنياه زهدا وإنها ... لمظهرة طوعا له عن تودّد
وما هو إلّا اللّيث والغيث إن أتى ... له خائف أو جاء مغناه مجتدي «١١»
وبحر علوم درّه كلماته ... إذا ردّدت في الحفل أيّ تردّد
صقيل مرائي «١٢» الفكر ربّ لطائف ... محاسنها تجلى بحسن تعبّد
بديع عروج النفس للملإ الذي ... تجلّت به الأسرار في كلّ مصعد
شفيق رقيق دائم الحلم راحم ... وأيّ جميل للجميل معوّد
صفوح عن الجاني على حين قدرة ... يواصل «١٣» تقوى الله في اليوم والغد