أيا سيدي يا عمدتي عند شدّتي ... ويا مشربي «١» متى ظمئت وموردي
حنانيك وألطف بي وكن لي راحما ... ورفقا على شيخ ضعيف منكّد
رجاك رجاء «٢» للذي أنت أهله ... ووافاك يهدي للثّناء «٣» المجدّد
وأمّك مضطرّا لرحماك شاكيا ... بحال كحرّ الجمر «٤» حين توقّد
وعندي افتقار لا يزال «٥» مواصلا ... لأكرم مولى حاز أجرا وسيّد
ترفّق بأولاد صغار بكاؤهم ... يزيد لوقع الحادث المتزيّد
وليس لهم إلّا إليك تطلّع ... إذا مسّهم ضرّ أليم التّعهّد
أنلهم أيا مولاي نظرة مشفق ... وجد بالرّضا وانظر لشمل مبدّد
وقابل أخا الكره «٦» الشّديد برحمة ... وأسعف بغفران الذّنوب وأبعد «٧»
ولا تنظرن إلّا لفضلك، لا إلى ... جريمة شيخ عن محلّك مبعد
وإن كنت قد أذنبت إني تائب ... فعاود «٨» لي الفعل الجميل وجدّد
بقيت بخير لا يزال «٩» وعزّة ... وعيش هنيء كيف شئت وأسعد
وسخّرك الرحمن للعبد، إنّه ... لمثن «١٠» وداع للمحل المجدّد
وقد ولّي خططا نبيهة، منها خطة الاشتغال على عهد الغادر المكايد للدّولة، إذ كان من أولياء شيطانه وممدّيه في غيّه، وسماسير شعوذته، فلم يزل من مسيطري «١١» ديوان الأعمال، على تهوّر واقتحام كبرة، وخطّ لا غاية وراءه في الرّكاكة، كما قال المعرّي «١٢» : [الوافر]
تمشّت «١٣» فوقه حمر المنايا ... ولكن بعد ما مسخت نمالا