واخلع فؤادك في طلاب ودادنا ... واسمح بموتك إن هويت لقانا
فإذا فنيت عن الوجود حقيقة ... وعن الفناء فعند ذاك ترانا
أو ما علمت الحبّ فيه عبرة ... فاخلص لنا عن غيرنا وسوانا
وابذل لبابك إن وقفت ببابنا ... واترك حماك إذا فقدت حمانا
ما لعلع ما حاجر ما رامة ... ما ريم أنس يسحر الأذهانا
إنّ الجمال مخيّم بقبابنا ... وظباؤه محجوبة بظبانا
نحن الأحبّة من يلذ بفنائنا ... نجمع له مع حسننا إحسانا
نحن الموالي فاخضعنّ لعزّنا «١» ... إنّا لندفع في الهوى من هانا
إنّ التّذلّل للتّدلّل سحر ... فاخلد إلينا عاشقا ومهانا
واصبر على ذلّ المحبّة والهوى ... واسمع مقالة هائم قد لانا
نون الهوان من الهوى مسروقة ... فإذا هويت فقد لقيت هوانا
ومن لطيف كلامه ورقيق شعره: [الرمل]
لو خيال من حبيبي طرقا ... لم يدع دمعي بخدّي طرفا
ونسيم الريح منه لو سرى ... بشذاه لأزال الحرقا
ومتى هبّت عليلات الصّبا ... صحّ جسمي فهي «٢» لي نفث رقا
عجبا يشكو فؤادي في الهوى ... لهب النار وجفني الفرقا
يا أهيل «٣» الحيّ، لي فيكم رشا ... لم يدع لي رمقا مذ رمقا
بدر تمّ طالع أثمره ... غصن بان تحته دعص نقا
راق حسنا وجمالا مثلما ... رقّ قلبي في هواه ورقا
أنّس «٤» الشمس ضياه ذهبا ... وكسا البدر سناه ورقا
حلل الحسن عليه خلعت ... فارتداها ولها قد خلقا
ومن شعره: [البسيط]
دعوت من شفتي رفقا على كبدي ... فقال لي: خلق الإنسان في كبد
قلت الخيال ولو في النّوم يقنعني ... فقال: قد كحلت عيناك بالسّهد