للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أن جبريل أمره أن يأمرهم برفع الصوت بالتلبية. قال: ومن قال: لا يرفع صوته بها في مساجد الجماعات إلا مسجد مكة ومنى، فقوله يخالف الحديث، واحتج في "الإملاء" بحديث جبريل وقال: لم يخص موضعًا دون موضع.

وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سعيد، عن محمد [بن] (١) أبي حميد، عن محمد بن المنكدر: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر من التلبية".

هذا الحديث مسوق لبيان فضيلة التلبية، وأن الإكثار منها ولزومها على كل حال مستحب، ويعضد هذا الحديث الذي يليه.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا سعيد بن سالم، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر "أنه كان يلبي راكبًا، ونازلاً، ومضطجعًا".

هذه المنصوبات الثلاث على الحال، أي كان يلبي في هذه الأحوال.

قال الشافعي: ويستحب للمحرم أن يلبي قائمًا، وقاعدًا، وراكبًا، ونازلًا، وجنبًا ومتطهرًا وعلى كل حال رافعًا صوته في جميع المساجد، مساجد الجماعة وغيرها، في كل موضع كل متجرد وعند اضطلام (٢) الرفاق، وعند الإشراف والهبوط، وخلف الصلوات، وفي استقبال الليل والنهار وفي الأسحار.

قال: وبلغني عن محمد بن الحنفية أنه سئل: أيلبي المحرم وهو جنب؟ فقال: نعم.

قال الشافعي: وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة وعركت:

"افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت". قال: والتلبية مما يفعل الحاج.

وأخبرنا الشافعي (رضي الله عنه): أخبرنا مالك، عن محمد بن أبي بكر


(١) سقط من الأصل والمثبت من الأم (٢/ ١٥٧).
(٢) كذا في الأم ووقفت على نسخة حديثه للأم بتحقيق الدكتور: أحمد بهاء الدين وأشار في الحاشية إلى أنه في نسخة أخرى بلفظ: (وإنضام).

<<  <  ج: ص:  >  >>