للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"عقرى حلقى ما أراها إلا حابستنا".

وأما أبو داود (١): فأخرجه عن القعنبي، عن مالك، عن هشام، عن عروة بإسناده ولفظه.

وأما الترمذي (٢): فأخرجه عن قتيبة، عن الليث، عن عبد الرحمن بالإسناد.

وأما النسائي (٣): فأخرجه عن محمد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة.

قوله: "حاضت بعد ما أفاضت" تريد طواف الإفاضة وهو الطواف الواجب الذي هو أحد أركان الحج، وحاضت بعد ما أفاضت من أحسن الكلام وأرشقه: حيث اجتمع في الكلمتين الضاد والتاء بعد الألف.

وقوله: "أحابستنا هي" يريد: هل يكون حيضها سببًا لمقامنا بمكة من أجلها؟، لأنها إذا كانت حائضًا فإنها لا تطوف طواف الإفاضة حتى تطهر، لأن الطهارة شرط في الطواف، فاستفهم عن حيضها هل هو مما يمتد إلى يوم الرحيل أم لا؟ ثم قال: "أحابستنا"؟ فقدم الحبس على ضميرها لأن غرضه السؤال عن الحبس نفسه [لا] (٤) عن سببه فلذلك قدمه أهي حابستنا، فأولى حرف الاستفهام ما هو به أعنى، ولذلك جاء في بعض طرقه: "أحابستنا" ولم يقل "هي" اكتفاء بفهم المعنى، فلما عرفته عائشة أنها قد أفاضت وطافت طواف الفرض قال: "لا إذًا" أي لا تحبسنا ولا يضرها ذلك، وقد تقدم إذا وحكمها فيما سبق.

وقولها: "فلم يقدّم الناس نساءهم إن كان لا ينفعهم ذلك" تريد أن ناسًا


(١) أبو داود (٢٠٠٣).
(٢) الترمذي (٩٤٣) وقال: حديث عائشة حديث حسن صحيح.
(٣) النسائي (١/ ١٩٤).
(٤) أثبته لتمام المعنى به.

<<  <  ج: ص:  >  >>