للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الربيع: قلت للشافعي: وما معنى رفع اليدين عند الركوع؟ فقال: مثل معنى رفعهما عند الافتتاح تعظيمًا للَّه -عز وجل- وسنة متبعة يرجى فيها ثواب اللَّه -عز وجل-، ومثل رفع اليدين على الصفا والمروة وغيرهما.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال: "رأيت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: إذا: افتتح الصلاة رفع يديه". وقال سفيان: ثم قدمت الكوفة فلقيت يزيد، فسمعته يحدث بها هكذا، وزاد فيه: "ثم لا يعود"، فقلت إنهم لقنوه، قال سفيان: هكذا سمعت يزيد يحدثه، ثم سمعته بعد يحدثه هكذا، ويزيد فيه: "ثم لا يعود".

قال الشافعي: ذهب سفيان إلى أن يغلِّط يزيدَ في الحديث ويقول: كأنه لقن هذا الحرف الأخير فتلقنه، ولم يكن سفيان يذكر يزيدَ بالحفظ كذلك.

هذا حديث صحيح (١)، أخرجه الشافعي في كتاب "اختلاف الحديث" (٢)،


(١) بل هو ضعيف وزيادة: (ثم لا يعود) مدرجة.
قال الحافظ في التلخيص (١/ ٢٢٠).
واتفق الحفاظ على أن قوله: "ثم لا يعود" مدرج في الخبر من قول يزيد ابن أبي زياد، ورواه عنه بدونها شعبة والثوري وخالد الطحان وزهير وغيرهم من الحفاظ، وقال الحميدي: إنما روى هذه الزيادة يزيد، وقال عثمان الدارمي، عن أحمد بن حنبل: لا يصح، وكذا ضعفه البخاري وأحمد ويحيى والدارمي والحميدي وغير واحد، وقال يحيى بن محمد بن يحيى: سمعت أحمد بن حنبل يقول: هذا حديث قد كان يزيد يحدث به برهة من دهره لا يقول فيه "ثم لا يعود" فلما لقنوه تلقن، فكان يذكرها. وقال البيهقي: رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، واختلف عليه فقيل: عن أخيه عيسى عن أبيهما، وقيل: عن الحكم عن ابن أبي ليلى، وقيل عن يزيد بن أبي زياد، قال عثمان الدارمي: لم يروه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أحد أقوى من يزيد بن أبي زياد، وقال البزار: لا يصح قوله في الحديث "ثم لا يعود"، وروى الدارقطني من طريق علي بن عاصم، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن يزيد بن أبي زياد هذا الحديث قال علي بن عاصم: فقدمت الكوفة فلقيت يزيد بن أبي زياد، فحدثني به، وليس فيه "ثم لا يعود" فقلت له: إن ابن أبي ليلى حدثني عنك وفيه "ثم لا يعود" قال: لا أحفظ هذا. اهـ.
وللمزيد من أقوال أهل العلم راجع نصب الراية (١/ ٤٠٢ - ٤٠٣).
(٢) اختلاف الحديث (٥٢٣ - ٥٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>