للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هريرة: كان يصلي بهم فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: واللَّه إني لأشبهكم صلاة بصلاة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -.

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه الموطأ (١)، والبخاري (٢)، ومسلم (٣)، والنسائي (٤).

فأما مالك: فأخرجه بالإسناد المذكور واللفظ، وقال: أشبهكم صلاة برسول اللَّه.

وأما مسلم: فأخرجه يحيى بن يحيى، عن مالك، ولفظ البخاري.

وأما النسائي: فأخرجه عن قتيبة، عن مالك، مثل البخاري.

وهذا أخرجه الشافعي مؤكدًا لحديث علي بن الحسين وهو مسند، لأنه قال: كان أبو هريرة يصلي بهم؛ ثم قال: إني لأشبهكم بصلاة رسول اللَّه؛ وهذا إنما هو تعريف من أبي هريرة لصلاة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - حيث صلى بهم، ثم شبه صلاته بصلاة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، وشبه الشيء له حكمه.

والذي جاء في رواية الشافعي: "أشبهكم صلاة بصلاةِ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -".

وفي رواية الباقين: "أشبهكم صلاةً برسول اللَّه".

وأتم هذه الروايات الثلاث وأبلغها رواية الشافعي؛ وإن كانت الجميع تفيد المعنى وتدل عليه، إلا أن هذه أجمل وأبين؛ وذلك لأن أفعل التي هي للتفضيل؛ لا بد لها من مميَّز تضاف إليه وتقترن به، تقول: زيد أحسن الناس، فأنت حينئذ بين أمرين:


(١) الموطأ (١/ ٨٧ رقم ١٩).
(٢) البخاري (٧٨٥) ولم يذكر المصنف رواية البخاري في شرحه وقد أخرجها عن عبد اللَّه بن يوسف عن مالك بنحو رواية الموطأ.
(٣) مسلم (٣٩٢).
(٤) النسائي (٢/ ٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>