(٢) قال العلامة أحمد شاكر -رحمه الله- في تعليقه على الترمذي (١/ ٤٤٨ - ٤٥٠): خلاصة القول في حديث وابصة: أنه جاء من رواية هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة، وجاء من رواية هلال، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة، وجاء من رواية هلال عن وابصة بغير واسطة، وجاء بأسانيد أخرى سنذكرها، ثم اختلف المحدثون في أي هذه الروايات أرجح؟ ولاختلاف هذه الأسانيد ظن بعض العلماء أن الحديث معلول أو مضطرب فقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" عن البيهقي في "المعرفة" قال: وإنما لم يخرجاه صاحبا الصحيح لما وقع في إسناده من الاختلاف .... واختار بعض العلماء الترجيح بين هذه الأسانيد، فرجح الترمذي هنا أن رواية حصين أصح، وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" أنه سأل أباه عن روايتي حصين وعمرو بن مرة عن هلال: أيهما أشبه؟ وأن أباه قال: عمرو بن مرة أحفظ والراجح الصحيح أن هذه الروايات يؤيد بعضها بعضا, ولا يضرب بعضها ببعض، وكلها أسانيد صحاح رواتها ثقات ... اهـ بتصرف. والذي ذهب إليه الشيخ أحمد شاكر رجحه أيضاً الشيخ الألباني -رحمه الله- في بحث له في الإرواء (٥٤١) ومن قبلهما ابن حبان فقد قال في صحيحه (٥/ ٥٧٨) سمع هذا الخبر هلال بن يساف، عن عمرو بن راشد، عن وابصة بن معبد، وسمعه من زياد بن أبي الجعد عن وابصة، والطريقان جميعاً محفوظان. وراجع في ذلك نصب الراية (٢/ ٣٨)، والتلخيص (٢/ ٣٧).