وقيل: ما بين أن ينزل الإمام عن المنبر إلى أن يكبر.
قال محمد بن شهاب الزهري: إذا قسم الإنسان ساعات نهار يوم الجمعة على أيام الجمعة صادف الساعة المخصوصة لا بعينها.
قالوا: وإنما كتمت ولم تعين ليجتهد العبد في الدعاء والصلاة والعبادة، في جميع ساعات يوم الجمعة ولو عرفها بعينها لقصر عبادته ومسألته عليها.
وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه-: أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن المسيب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"سيد الأيام يوم الجمعة".
"السيد": الشريف العظيم في قومه.
وقيل: الذي يفوق قومه في الخير.
وقيل: الحليم الكريم.
وقيل: سمي السيد سيدًا لأنه يسود سواد الناس أي معظمهم.
ووزنه فعيل من ساد يسود سيادة وسؤددًا فهو سيد وقوم سادة هذا قول نحاة البصرة.
وقال نحاة الكوفة: وزنه فعيل بوزن قتيل.
قال الجوهري: هو مثل سدى وسداه.
وإنما كان يوم الجمعة سيد الأيام: تشبيها له بالسيد من الناس لأن فيه الساعة المخصوصة بالمدح وإجابة الدعاء، ولما ورد فيه من خلق آدم عليه السلام وتوبته وقيام الساعة وغير ذلك من الخصائص التي تفرد بها عن باقي الأيام.