مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له، وهو عندنا يوم المزيد.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا جبريل، ما يوم المزيد؟ قال: إن ربك اتخذ في الفردوس واديًا أفيح فيه كثب مسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله ما شاء من ملائكته، وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين، وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد، عليها الشهداء والصديقين (١) فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب، فيقول الله -عز وجل-: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم".
فيقولون: ربنا نسألك رضوانك.
فيقول: قد رضيت عنكم ولكم علي ما تمنيتم ولدي مزيد.
فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش، وفيه خلق الله آدم وفيه تقوم الساعة.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم قال: حدثني أبو عمران: إبراهيم بن الجعد، عن أنس شبيهًا به وزاد عليه "ولكم فيه خير من دعا فيه بخير فهو له ولكم قسم أعطيه، وإن لم يكن له قسم ذخر له ما هو خير منه" وزاد فيه أيضًا أشياء.
هذا لفظ المسند.
"المرآة" (بكسر الميم والمد): معروفة وهي التي يُنظر فيها والجمع في القلة: مرآة بوزن غزال، والكثير: مرايا بوزن عطايا وفلان يمراي أي ينظر إلى وجهه في المرآة وبناء هذه اللفظة من الروية.
"والوَكْتة" (بفتح الواو وسكون الكاف) كالنقطة في الشيء يقال: في عينه وكتة، ويقال للبُسْر إذا بدا فيه الإرطاب: قد وكت وكتًا ومعنى تشبيهه الجمعة بالمرآة البيضاء: مثل في نقائها وصفائها وحسنها من بين الأيام.