للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلهم عن مالك بالإسناد وكلهم قال: والوفد.

والشافعي قال: والوفود (١).

"الحلة" من الثياب: واحد الحلل وهي برود اليمن، والحلة إزار ورداء من جنس واحد ولا تسمى حلة حتى تكون ثوبين.

والسيراء (بكسر السين وفتح الياء والمد): البرد إذا كان فيه خطوط صفر.

وقال الأزهري: السيراء: برد يخالطها إبريسم.

"والوفود": جمع وفد والوفد جمع وافد: وهو الذي يقدم على الإنسان رسولاً أو زائرًا أو منتجعًا أو مسترفدًا، تقول: وفد فلان على الأمير إذا ورد عليه رسولاً، وأوفدته إلى الأمير أرسلته.

"الخلاق": النصيب.

"وعطارد" المذكور في الحديث هو رجل من الصحابة واسمه عطارد بن جاجب بن زرارة التميمي، وذلك على النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجوده من قومه فأسلموا وكان حلة سيراء (٢) فأراد بيعها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال له عمر: لو ابتعتها فلبستها.

فقال له: "إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة".

وإنما عدل النبي - صلى الله عليه وسلم - في جواب عمر إلى هذا القول: تنبيها على السبب المانع من لبسها وهو انتفاء نصيب لابسها من الآخرة، فذكر الجواب مفصحًا فيه بذكر السبب وهو جواب عن سؤال مقدر، كأنه قال لعمر أولاً: لا أشتريها وكأن عمر قد قال له بعد ذلك: لأي سبب يُمتنع من شرائها؟ فقال له: لأن لابسها لا خلاق له في الآخرة.

فذكر ما استغني به عن الجواب الأول وعن السؤال الثاني مع ما فيه من ذكر السبب المانع.


(١) وفي رواية عند مسلم (ولوفود العرب).
(٢) كذا العبارة بالأصل وهي غير متجانسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>