للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما مع الواو: فيكون معطوفًا على ما قبلها والتقدير: كان يوتر ولا يجلس، أو تكون الواو للحال، التقدير: كان يوتر وهو غير جالس.

والمراد بالجلوس في هذا الحديث: إنما هو الجلوس للتشهد.

قال الربيع: قلت للشافعي: فما معنى هذا؟ قال: هذه نافلة يسع أن يوتر بواحدة وأكثر ونختار ما وصفت من غير أن يضيق عليه.

ولقد صدق -رضي الله عنه- وهذا هو الطريق عند أهل العلم في أحاديث الثقات أن يؤخذ بجميعها إن أمكن الأخذ به.

ووتر النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن في عمره مرة واحدة حتى إذا اختلف الروايات في كيفيتها كانت متضادة، والأشبه أنه كان يفعلها على ممر الأوقات على الوجوه التي رواها هؤلاء الثقات، ويؤخذ بالجميع كما قال الشافعي (رضي الله عنه).

وأخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: أخبرنا ابن علية، عن أبي هارون الغنوي، عن حطان بن عبد الله قال: "قال علي -رضي الله عنه - الوتر ثلاثة أنواع: فمن شاء أن يوتر أول الليل أوتر، و (١) إن استيقظ فشاء أن يشفعها أشفعها بركعة ويصلي ركعتين حتى يصبح ثم يوتر فعل، وإن شاء صلى ركعتين ركعتين حتى يصبح، وإن شاء أوتر آخر الليل" هذا الحديث ذكره الشافعي في كتاب

"اختلاف علي وعبد الله" (٢) وهو مما لم يروه الربيع عن الشافعي.

قال الربيع: قلت الشافعي: أفتقول يشفع وتره؟ قال: لا.

روينا عن ابن عباس أنه كره لابن عمر أن يشفع قال: لا روينا عن ابن عباس: من أوتر أول الليل صلى مثنى مثنى حتى يصبح، ثم ذكر هذا الحديث عن علي


(١) كذا بالأصل بذكر حرف الجر (و) وفي المطبوعة (ثم) وكذا في "الأم" و"المعرفة" (٤/ ٨٣).
(٢) الأم (٧/ ١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>