للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحارث بن عبد الملك بن عبد الله الليثي [ثم النخعي] عن القاسم بن عبد الله بن قسيط، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس عن الفضل بن عباس، قال:

جاءني رسول الله ، فخرجت إليه فوجدته موعوكًا، قد عصب رأسه، فقال: خذ بيدي يا فضل! فأخذت بيده، حتى انتهى إلى المنبر، فجلس عليه، ثم قال لي: صُح في الناس، فصُحت في الناس، فاجتمعوا إليه، فحمد الله ﷿، وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس! إنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرًا، فهذا ظهري، فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عرضًا، فهذا عرضي فليستقد منه، ومن كنت أخذت له مالًا، فهذا مالي، فليستقد منه، ولا يقولن رجل: إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله ، ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي، ولا من شأني، ألا وإن أحبكم إليَّ من أخذ حقًّا، إن كان أو حللني، فلقيت الله، وأنا طيب النفس، ألا وإني لا أرى ذلك بمغنٍ عني حتى أقوم فيكم مرارًا، ثم نزل رسول الله ، فصلى الظهر، ثم عاد إلى المنبر، فعاد إلى مقالته في الشحناء وغيرها، ثم قال: أيها الناس من كان عنده شيء فليرده (١)، ولا يقول: فضوح الدنيا، ألا وإن فضوح الدنيا خير من فضوح الآخرة، فقام إليه رجل، فقال: يا رسول الله! إن لي عندك ثلاثة دراهم فقال: أما أنا لا نكذب قائلًا، ولا نستحلفه على مين (٢)، ولم صارت لك عندي (٣)، قال: تذكر يوم مر بك السائل، فأمرتني، فدفعت إليه ثلاثة دراهم قال ادفعها إليه يا فضل، ثم قام (٤) إليه رجل آخر، فقال: يا رسول الله! عندي ثلاثة دراهم [(٥) كنت] غللتها في سبيل الله، قال: ولم غللتها؟ قال: كنت إليها محتاجًا، قال: خذها منه يا فضل! ثم قال: من خشي منكم شيئًا، فليقم أدعو له، فقام إليه رجل، فقال: يا رسول الله! إني لكذاب وإني لمنافق [وإني لنووم، فقال: اللهم ارزقه صدقًا، وإيمانًا، واذهب عنه النوم إذا أراد، ثم قام إليه رجل، فقال: يا رسول الله! إني لكذاب، وإني لمنافق] (٦)، وما من شيء من الأشياء إلا وقد أتيته، فقال له عمر: يا هذا


(١) في (ح): فليذكره.
(٢) في (ح): يمين.
(٣) في (ح): زيادة "ثلاثة دراهم".
(٤) في (ح): ثم قال آخر.
(٥) من (طس).
(٦) ما بين الرقمين ساقط من (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>