للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرجه أحمد في "مسنده" (١): ثنا سريج، نا عيسى بن يونس، عن ثور، عن الحصين -كذا قال-: عن أبي سعيد الخير -وكان من أصحاب عمر- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - عليه السلام - ... إلى آخره، نحوه.

فإن قيل: ما حال هذا الحديث؟

قلت: رجاله ثقات، وهو صحيح.

فإن قلت: قد قال أبو عمر وابن حزم والبيهقي: ليس إسناده بالقائم، فيه مجهولان، يَعْنون حصينًا الحُمْراني وأبا سعيد الخير.

قلت: هذا كلام ساقط؛ لأن أبا زرعة الدمشقي قال في حصين هذا: شيخ معروف. وقال يعقوب بن سفيان في "تاريخه": لا أعلم إلا خيرًا، وقال أبو حاتم الرازي: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأما أبو سعيد الخير فإنه صحابي.

والحديث أخرجه أيضًا ابن حبان في "صحيحه" (٢) وأحمد في "مسنده" (٣) كما ذكرنا.

قوله: "من اكتحل فيوتر" أي: فليجعل الاكتحال فردًا، إما واحدة أو ثلاثا أو خمسًا، وإنما أُمِرنا بالوتر لقوله - عليه السلام -: "إن الله وتر يحب الوتر" (٤) وهذا الأمر من الأمور النَدْبية، كقوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ} (٥)، والأولى أن يكون للإرشاد، والفرق بينهما أن الندب لثواب الآخرة، والإرشاد لمنافع الدنيا، غير مشتمل على ثواب الآخرة، وقد علم في موضعه أن الأمر يستعمل في قريب من عشرين معنى.


(١) "مسند أحمد" (٢/ ٣٧١ رقم ٨٨٢٥).
(٢) "صحيح ابن حبان" (٤/ ٢٥٧ رقم ١٤١٠).
(٣) تقدم قريبًا.
(٤) "متفق عليه"، أخرجه البخاري (٥/ ٢٣٥٤ رقم ٦٠٤٧)، ومسلم (٤/ ٢٠٦٢ رقم ٢٦٧٧).
(٥) سورة النور، آية: (٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>