للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "إلا كثيبًا": الكثيب من الرمل المستطيل المحُدَودب.

قوله: "يجمعه" جملة وقعت صفة للكثيب.

قوله: "فليستدبره" أي: فليستدبر الكثيب، أي: يجعله عند دبره.

قوله: "فإن الشيطان [يتلاعب]، (١) بمقاعد بني أدم" أراد: أن الشياطين أن تحضر تلك الأمكنة وترصدها بالأذى والفساد؛ لأنها [مواضع] (٢) يهجر فيها ذكر الله تعالى، وتكشف فيها العورات.

وهو معنى قوله: "إن هذه الحشوش محتضرة" (٣) فأمره بالتستر مهما أمكن، وألا يكون قعوده في براح من الأرض، تقع عليه أبصار الناظرين، أو تهب الريح عليه فيصيبه نشر البول، فيلوث بدنه أو ثيابه، وكل ذلك من لعب الشيطان به.

و"المقاعد" مواضع قعود الناس في الأسواق وغيرها, ولعب الشيطان بمقاعد بني آدم كناية عن إيصاله الأذى والفساد.

وقد استفيد منه أحكام كثيرة على ما لا يخفى:

منها: جواز الاكتحال للرجال والنساء جميعًا، وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - عليه السلام - قال: "اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر"، وزعم "أن النبي - عليه السلام - كانت له مِكْحَلة يكتحل منها كل ليلة، ثلاثةً في هذه، وثلاثةً في هذه".

أخرجه الترمذي (٤).

ومنها: أن الاستنجاء ليس فيه عدد مسنون؛ لأن الإيتار يقع على الواحد كما يقع على الثلاث.


(١) في "الأصل، ك": يلاعب، كما تقدم في متن الحديث، والمثبت من "شرح معاني الآثار"، ومصادر تخريج الحديث.
(٢) في "الأصل، ك": موضع، وما أثبته أليق بالسياق.
(٣) رواه أبو داود في "سننه" (١/ ٢ رقم ٦)، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ٢٣ رقم ٩٩٠٣)، وابن ماجة في "سننه" (١/ ١٠٨ رقم ٢٩٦) وأحمد في "مسنده" (٤/ ٣٦٩) وغيرهم من حديث زيد بن الأرقم.
(٤) "جامع الترمذي" (٤/ ٢٣٤ رقم ١٧٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>