للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كتب إلى عُماله: إن أهم أموركم عندي الصلاة، من حَفِظَها وحافظ عليها حَفِظ دينه، ومن ضَيعها فهو لما سواها أضيع، ثم كتب أن صلوا الظهر إذا كان الفيء ذراعًا إلى أن يكون ظل أحدكم مثله، والعصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية قدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلاثة قبل غروب الشمس، والمغرب إذا غربت الشمس، والعشاء إذا غاب الشفق إلى ثلث الليل، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينه، والصبح والنجوم بادية مشتبكة".

وأخرجه البيهقي في "سننه" (١)، وفي "المعرفة" (٢): أنا أبو أحمد المهرجاني، قال: أنا أبو بكر بن جعفر، قال: ثنا محمَّد بن إبراهيم، قال: ثنا ابن بكير، قال: ثنا مالك، عن نافع: "أن عمر - رضي الله عنه - كتب إلى عماله ... " إلى آخره نحوه.

و"العُمَّال" بضم العين وتشديد الميم: جمع عامل، وأراد نوابه في البلاد من الصحابة.

قوله: "من حفظها وحافظ عليها" أراد بحفظها إقامتها بشروطها وسننها وأدابها، وأراد بالمحافظة عليها: أدائها في أوقاتها.

قوله: "أضيع" أفعل من الضياع، أي أكثر ضياعًا لغيرها.

و"الفرسخ" ثلاثة أميال، والميل ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع.

وأما أثر أبي هريرة فأخرجه أيضًا بإسناد صحيح، عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي، عن نعيم بن حماد بن معاوية المروزي شيخ البخاري، عن يزيد بن أبي حكيم [العاني] (٣) قال أبو حاتم: صالح الحديث، عن الحكم بن أبان العدني أبي عيسى، وثقه ابن معين والعجلي، عن عكرمة المدني مولى ابن عباس.


(١) "سنن البيهقي الكبرى" (١/ ٤٤٥ رقم ١٩٣٥) من طريق أخرى.
(٢) "معرفة السنن والآثار" (١/ ٤٦٣ رقم ٦٢١).
(٣) كذا في "الأصل، ك"، ولم أجد من نسبه بهذه النسبة إلا المؤلف -رحمه الله-، وكذا فعل في ترجمته من "مغاني الأخبار"، والذي في ترجمته: الكناني العدني وهو من رجال "التهذيب"، فالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>