للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النهشلي، عن عاصم بن كليب، عن أبيه: "أن عليًا - رضي الله عنه - كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود".

ثنا (١) أبو بكر بن عياش، عن حصين، عن مجاهد قال: "ما رأيت ابن عمر يرفع يديه إلا في أول ما يفتتح الصلاة".

ثنا (٢) ابن آدم، عن حسن بن عياش، عن عبد الملك بن أبجر، عن الزبير بن عدي، عن إبراهيم، عن الأسود قال: "صليت مع عمر - رضي الله عنه - فلم يرفع يديه في شيء من صلاته إلا حين افتتح الصلاة قال عبد الملك: ورأيت الشعبي وإبراهيم وأبا إسحاق لا يرفعون أيديهم إلا حين يفتتحون الصلاة". انتهى.

ويرد قوله أيضًا ما روي عن جماعة من التابعين أنهم كانوا لا يرفعون أيديهم إلا في تكبيرة الافتتاح لا غير كالأسود وعلقمة وإبراهيم وخيثمة وقيس بن أبي حازم والشعبي وأبي إسحاق وغيرهم.

ذكر ذلك كله ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣) بأسانيد جيدة، وروي ذلك أيضًا بسند صحيح عن أصحاب علي وعبد الله - رضي الله عنهم - وناهيك بهم.

وأما قوله: "وليس في نسيان ابن مسعود ... " إلى آخره، فدعوى لا دليل عليها، ولا طريق إلى معرفة أن ابن مسعود علم ذلك ثم نسيه، والأدب في هذه الصورة التي نسبه فيها إلى النسيان أن يقال: "لم يبلغه" كما فعل غيره من العلماء.

قوله: "ونسي ما اتفق العلماء على نسخه كالتطبيق" غير وارد على منهج الأدب، ولا نسلم أنه نسي ذلك بل إنما نقول: إنه لم يبلغه ذلك.


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٢١٤ رقم ٢٤٥٢).
(٢) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٢١٤ رقم ٢٤٥٤).
(٣) انظر "مصنف ابن أبي شيبة" (باب: من كان يرفع يديه في أول تكبيرة ثم لا يعود) (١/ ٢١٣) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>