للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فظهر لنا أن الصحابي الراوي لحديث إذا ظهر منه المخالفة قولًا أو فعلًا يدل ذلك على أنه قد ثبت عنده النسخ فعمل بخلافه أو أفتى بخلافه.

ثم إسناد حديث عاصم بن كليب صحيح من وجهين اللذين أخرجهما على شرط مسلم.

وأبو أحمد اسمه محمَّد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الكوفي روى له الجماعة، وأبو بكر النهشلي الكوفي قيل: اسمه عبد الله بن قطاف، وقيل: عبد الله بن معاوية ابن قطاف، وقيل: وهب بن قطاف، وقيل: معاوية بن قطاف، روى له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه.

وعاصم بن كليب بن شهاب الجرمي روى له الجماعة البخاري مستشهدًا، وأبوه كليب بن شهاب بن المجنون الجرمى قال أبو زرعة: ثقة. وكذا قال ابن سعد وابن حبان، واحتج به الأربعة.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): ثنا وكيع، عن أبي بكر بن عبد الله بن قطاف النهشلي، عن عاصم بن كليب، عن أبيه: "أن عليًّا - رضي الله عنه - كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود". انتهى.

وفيه رد على ما حكى البيهقي (٢): عن الشافعي أنه قال: ولا يثبت عن علي وابن مسعود أنهما كانا لا يرفعان أيديهما إلا في تكبيرة الإحرام.

فإن قيل: روى البيهقي (٢) حديث عاصم بن كليب عن علي - رضي الله عنه - ثم قال: قال الدارمي: فهذا روي من هذا الطريق الواهي، وقد روى الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي - رضي الله عنه -: "أنه رأى النبي - عليه السلام - يرفعهما عند الركوع وبعدما يرفع رأسه من الركوع" (٣).


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (١/ ٢١٣ رقم ٢٤٤٢)، وقد تقدم قريبًا.
(٢) "سنن البيهقي الكبرى" (٢/ ٨٠ رقم ٢٣٦٧).
(٣) أخرجه أبو داود في "السنن" (١/ ٢٦١ رقم ٧٦١)، والترمذي في "الجامع" (٥/ ٤٧٨ رقم ٣٤٢٣)، وابن ماجه في "السنن" (١/ ٢٨٠ رقم ٨٦٤)، وأحمد في "المسند" (١/ ٩٣ رقم ٧١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>