جابر، وكذلك يجب الأخذ بزيادة أبي أسلم المؤذن، عن عبد الله بن الزبير أنه قال في التشهد أيضًا:"بسم الله" وألفاظًا أخرى ليست في حديث ابن مسعود.
قوله:"فلما كانت هذه الزيادة ... إلى آخره" من تتمة الجواب المذكور، أبي فلما كانت زيادة أيمن بن نابل غير مقبولة؛ لأنه لم يزدها على الليث مثله، أبي مثل الليث في درجة العدالة والأمانة والثقة، لم تقبل كذلك زيادة أبي الزبير في حديث ابن عباس علي عطاء بن أبي رباح؛ لأن عبد الملك بن جريج رواه عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس موقوفًا، ورواه أبو الزبير محمَّد بن مسلم، عن سعيد بن جبير وطاوس، عن ابن عباس مرفوعًا؛ لأن من رفع فقد زاد على من وقف، وأبو الزبير لا يكافئ ابن جريج، فافهم. قوله:"ولو ثبتت هله الأحاديث كلها ... إلى آخره" جواب بطريق التسليم، بيانه: لو سلمنا أن الأحاديث المذكورة كلها لو ثبتت وصحت وتساوت في قوة الأسانيد، وصحة الطريق واستقامة المجيء لكان حديث عبد الله بن مسعود أولاها، ثم أشار إلى بيان الأولوية بقوله:"لأنهم قد أجمعوا ... " إلى آخره، وهو ظاهر.
قلت: لم يقل أحد من أهل العلم بالحديث: إن حديث ابن مسعود يساويه حديث أو يفوقه.
ومن ذلك قال الخطابي -رحمه الله-: أصح الروايات وأشهرها رجالا: تشهد ابن مسعود.
وقال ابن المنذر وأبو علي الطوسي: قد روي حديث ابن مسعود من غير وجه، وهو أصح حديث روي في التشهد عن النبي - عليه السلام -.
وقال البزار: أصح حديث في التشهد: حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -، وروي عنه من نيف وعشرين طريقا، ولا أعلم يروى عن النبي - عليه السلام - في التشهد أثبت من حديث عبد الله، ولا أصح أسانيد، ولا أشهر حالًا, ولا أشد تظاهرًا بكثرة الأسانيد واختلاف طرقها وإليه أذهب.