للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (١): ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سليمان بن حيان، عن أبي غالب قال: "كان أبو أمامة يوتر بثلاث ركعات".

وإنما قلنا: إنه يؤيد صحة هذا التأويل؛ لأنه لو لم يكن معنى ما رواه عن النبي - عليه السلام - نحو ما ذكرنا لما جاز له أن يوتر بثلاث؛ لأنه يستحيل في حقه أن يعمل شيئًا وقد علم من رسول الله - عليه السلام - أنه فعل خلافه، ولكن الذي فعله هو الذي علمه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ثم الحديث المرفوع أخرجه عن سليمان بن شعيب الكيساني، عن الخصيب بن ناصح الحارثي البصري نزيل مصر وثقه ابن حبان، عن عُمارة -بضم العين- بن زاذان -بالمعجمتين- الصيدلاني البصري، مختلف فيه، فقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال أبو زرعة: ثقة لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.

وهو يَرْوي عن أبي غالب، وقد ذكرناه آنفا.

وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٢): ثنا محمَّد بن النضر الأزدي، نا خالد بن خداش (ح).

وثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي (ح).

وثنا أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي، نا أبو الوليد الطيالسي، قالوا: ثنا عمارة بن زاذان، عن أبي غالب، عن أبي أمامة: "أن رسول الله - عليه السلام - كان يوتر بتسع ركعات، فلما بدّن وكثر عليه اللحم أوتر بسبع ركعات، وصلى ركعتين وسجدتين وهو جالس يقرأ فيهما بـ {إِذَا زُلْزِلَتِ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد} ".


(١) "مصنف ابن أبي شيبة" (٢/ ٩٠ رقم ٦٨٢٦).
(٢) "معجم الطبراني الكبير" (٨/ ٢٢٧ رقم ٨٠٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>