وقال ابن بزيزة: ذكر أهل الآثار أن رداءه - عليه السلام - كان طوله أربعة أذرع وشبر، في عرض ذراعين وشبر.
وقال الواقدي: كان طوله ستة أذرع في ثلاثة وشبر وإزاره من نسج عمان طوله أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعن وشبر، وقال ابن العربي: قال محمَّد بن علي: حوّل رداءه ليتحول القحط.
قال القاضي أبو بكر: هذه أمارة بينه وبين ربه لا على طريق الفأل، فإن من شرط الفأل أن لا يكون يقصد، وإنما قيل له: حوّل رداءك ليتحول حالك.
فإن قيل: لعل رداءه - عليه السلام - سقط فردّه، وكان ذلك اتفاقًا.
قيل له: الراوي المشاهِد للحال أعرف، وقد قرنه بالصلاة والخطبة والدعاء، فدل أنه من السنة، والله أعلم.
ص: وقالوا: ما ذكر في هله الآثار من فعل النبي - عليه السلام - وسؤاله ربّه فهو جائز أيضًا يَسْأل الله ذلك، فليس فيه دفع أن يكون من سنة الإمام إذا أراد أن يستسقي بالناس أن يفعل ما ذكرنا.
فنظرنا فيما ذكروا من ذلك، هل نجد له من الآثار دليلًا؟ فإذا يونس قد حدثنا، قال: نا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد:"أن النبي - عليه السلام - خرج إلى المصلى فاستسقى، فقلب رداءه".
حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا هُشيْم، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد:"أن النبي - عليه السلام - استسقى فحوّل رداءه، واستقبل القبلة".
حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عباد بن تميم، أن عمّه -وكان من أصحاب النبي - عليه السلام -- أخبره:"أن النبي - عليه السلام - خرج بالناس إلى المصلى يستسقي لهم، فقام فدعا الله -عز وجل- قائمًا ثم توجه قِبَل القبلة وحول رداءه فسُقوا".