قوله:"يستسقي" في محل النصب على الحال من الأحوال المقدرة، وكذلك قوله:"وعليه خميصة" جملة حالية، والخميصة بفتح الخاء المعجمة ثوب خز أو صوف معلم، وقيل: لا تسمى خميصةً إلا أن تكون سوداء مُعلَّمةً، وجمعها الخمائصُ.
السادس: عن إبراهيم بن مرزوق، عن وهب بن جرير، عن شعبة بن الحجاج ... إلى آخره.
وأخرجه البخاري (١): ثنا إسحاق، قال: ثنا وهب، قال: أنا شعبة، عن محمَّد ابن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد:"أن النبي - عليه السلام - استسقى فقلب رداءه".
ص: وقد حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسَد، قال: ثنا حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة من بني مالك بن حسْل، قال: حدثني أبي قال: "أرسلني الوليد بن عقبة أسألُ له عن صلاة النبي - عليه السلام - في الاستسقاء، فأتيتُ ابن عباس - رضي الله عنهما - فقلت: إنا تمارَيْنا في المسجد في صلاة النبي - عليه السلام - في الاستسقاء. قال: لا، ولكن أَرْسلك ابن أخيكم الوليد بن عقبة -وهو أمير المدينة- ولو أنه أرسل وسأل ما كان بذلك بأس، ثم قال: قال ابن عباس: خرج رسول الله - عليه السلام - مُتبذلًا متواضعًا متضرعًا حتى أتى المصلّى، فلم يخطب خطبتكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبر، فصلّى ركعتين كما يُصلِّي في العيدين".
فقوله:"كما يُصلِّي في العيدين" يحتمل أنه جهر فيهما كما يجهر في العيدين.
حدثنا فهد، قال: ثنا عبيد بن إسحاق العطار، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل ... فذكر بإسناده مثله، وزاد:"فصلّى ركعتين ونحن خلفه يَجْهر فيهما بالقراءة، ولم يؤذن ولم يقم"، ولم يقل:"مثل صلاة العيدين".
فدل ذلك أن قوله:"مثل صلاة العيدين" في الحديث الأول إنما أراد به هذا المعنى: أنه صلى بلا أذان ولا إقامة كما يُفعل في العيدين.