الضلاّل من المنجمين وغيرهم أنهما لا ينكسفان إلا لموت عظيم أو لحدوث أمر عظيم ونحو ذلك.
قوله:"ولا لحياته" أي: ولا ينكسفان لأجل حياته، وهي عبارة عن ولادة أحد.
قوله:"تنجلي" أي: تنكشف.
ص: قالوا: وقد فعل ابن عباس مثل هذا بعد النبي - عليه السلام -؛ فذكروا ما حدثنا سليمان بن شعيب، قال: ثنا الخَصِيب، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن عبد الله بن الحارث قال:"زلزلت الأرض على عهد ابن عباس فقال: ما أدري أبي أرض -أي رعشة، يعني به ما كان به من النقرس، هكذا ذكر الخَصِيب- أو زلزلت الأرض؟ فقيل له: زلزلت الأرض، فخرج فصلى بالناس، فكبّر أربعًا ثم قرأ فأطال القراءة، وكبَّر وركع، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم كبّر أربعًا، ثم قرأ فأطال القراءة ثم كبر فركع، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم كبر أربعًا، ثم قرأ فأطال القراءة، ثم كبر فركع، ثم سجد، ثم قام ففعل مثل ذلك، فلما سلم قال: هكذا صلاة الآيات، وقرأ في الركعة الأول سورة البقرة، وفي الأواخر سورة آل عمران".
ش: أي قال هؤلاء الآخرون: وقد فعل عبد الله بن عباس مثل ما قلنا من ست ركعات في أربع سجدات بعد النبي - عليه السلام -.
وأخرجه عن سليمان بن شعيب الكيسْاني، عن الخَصِيب -بفتح الخاء المعجمة- ابن ناصح الحارثي البصري نزيل مصر -وثقه ابن حبان- عن همام في يحيى روى له الجماعة، عن قتادة، عن عبد الله بن الحارث الأنصاري البصري روى له الجماعة.
وأخرجه البيهقي في "سننه"(١): من حديث معمر، عن قتادة وعاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس: "أنه صلى في زلزلة بالبصرة، فأطال القنوت، ثم ركع، ثم رفع رأسه فأطال القنوت، ثم ركع ثم رفع رأسه فأطال القنوت، ثم ركع وسجد، ثم قام في الثانية ففعل ذلك، فصارت صلاته ست ركعات وأربع